راقِـــيَـــة بطل جديد
عدد الرسائل : 40 تاريخ التسجيل : 05/04/2008
| موضوع: و زف العريس... الخميس 15 مايو 2008 - 16:57 | |
| كانت أم إبراهيم الهاشمية - رحمها الله - عابدة من عابدات البصرة الصالحات ، وحدث ذات يوم أن أغار الروم على ثغر من ثغور المسلمين ، فانتدب الماس للجهاد في سبيل الله ، فقام العبد الصالح عبدالواحد بن زيد في الناس خطيبا وواعظا ومحرضا على الجهاد ، وكانت أم إبراهيم حاضرة في ذلك المسجد ، وطال حديثه وتشويقه للجهاد ، ثم شرع في وصف حور الجنان الحسان وجمالهن وأطنب في ذلك وتوسع ، فماج الناس لذلك واضطربوا ، واشتاقت النفوس إلى الجنان ، وتطلعت الأفئدة إلى الحور الحسان .
فوثبت أم إبراهيم من وسط الحاضرين وقالت لعبدالواحد : أيا أباعبيد ألست تعرف ولدي إبراهيم ، فإن أعيان البصرة يخطبونه لبناتهم !! ، وأنا أضن به عليهم فقد والله أعجبتني هذه الحورية الذتي ذكرت لنا أوصافها ، وأنا أرضاها زوجة لولدي إبراهيم !!
فهل لك أن تزوجه منها وتأخد مهرها عشرة آلاف دينار ، ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله أن يرزقه الشهادة في سبيله ، فيكون شفيعا لي و لأبيه يوم القيامة ؟ فقال لها عبد الواحد بن زيد : لئن فعلت لتفوزنّ أنت وزوجك وولدك فوزا عظيماً !! فنادت ولدها إبراهيم من وسط الناس ….. فقال لها : لبيك يا أماه ، فقالت : أي بني ، أرضيت بهذه الحورية زوجة لك ، ببذل مهجتك في سبيل الله وترك العودة إلى الذنوب . فقال الفتى : إي والله يا أمي !! رضيت وأي رضى … فقالت : (( اللهم إني أشهدك أني قد زوجت ولدي هذا من هذه الحورية ، ببذل مهجته في سبيلك ، وترك العودة إلى الذنوب ، فتقبله مني يا أرحم الراحمين )) ثم انصرفت فجاءت بعشرة آلاف دينار ، ثم قالت : يا أبا عبدالله هذا مهر الحورية ، تجهز به وجهز به الغزاة في سبيل الله!! ثم انصرفت فاشترت لولدها إبراهيم فرسا جيدا ، وسلاحا ثقيلاً وخر الجيش للقتال وهم يرددون قول الله تعالى : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ) فلما أردات أم إبراهيم فراق ولدها ، دفعت إليه كنفا وحنوطا وقالت له : أي بني ، إذا أردت لقاء العدو ، فتكفن بهذا الكفن ، وتحنط بهذا الحنوط ، وإياك أن يراك الله مقصرا في سبيله ثم ضمته إلى صدرها ، وقبلت ما بين عينيه وقالت : لاجمع الله بيني وبينك ، إلا بين يديه ، في عرصات يوم القيامة !! قال عبد الواحد : فلما واجهنا العدو برز ابنها إبراهيم في المقدمة فقتل من العدو خلقا كثيرا ثم تجمعوا عليه فقتلوه !! فلما انتهت الغزو ورجعنا إلى البصرة غانمين ، خرج الناس يتلقوننا ويستقبلوننا ، وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج ، فلما أبصرتني قالت : يا أبا عبيد ، هل قبلت مني هديتي فأُهنَى ؟؟؟ أم ردت علي فأعزَى ؟؟!! فقلت لها : قد قبلت هديتك !! و إن ولدك إبراهيم حي مع الشهداء إن شاء الله ، فخرت ساجدة لله تعالى ثم قالت : الحمدلله الذي لم يخب ظني وتقبل نسكي مني …. فلما كان الغد أتتني إلى المسجد فقالت : يا أبا عبيد ، بشراك !! بشراك!! فقلت لها : ما زلت مبشرة بالخير . فقالت رأيت البارحة ولدي إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأسه تاج وإكليل ، وهو يقول لي يا أماه … أبشري فقد قبل المهر !! وزفت العروس إلى عريسها !!
لله درك لله درك يا ام ابراهيم | |
|